اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 407
المغفرة من عموم المعاصي الصادرة عنهم رَحِيمٌ يرحمهم حسب سعة رحمتك وحلمك
رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ ومكنت بإذنك مِنْ ذُرِّيَّتِي اى بعضا منهم وهو إسماعيل وبنوه بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ إذ هي حجرية لا زرع فيها ولا حرث عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ سمى به إذ قد حرمت فيه المقاتلة والصيد والتعرض والتهاون مطلقا حفظا لحرمته لذلك لا يزال معظما مكرما يهابه الجبارة وانما اسكنتهم عنده ليكنسوا بيتك من الأقذار ويصفوه من الاكدار رَبَّنا ما أسكنت وأقمت ذريتي عند بيتك الا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ ويديموا الميل المقرب نحو جنابك وفناء بابك فَاجْعَلْ حسب فضلك وجودك أَفْئِدَةً ووفدا كثيرا وقفلا عظيما مِنَ النَّاسِ تَهْوِي تميل وتتوجه إِلَيْهِمْ من الجوانب وَارْزُقْهُمْ مِنَ انواع الثَّمَراتِ الروحانية والنفسانية المهداة إليهم من البلاد البعيدة يأتى بها الزوار والتجار لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ نعمك ويواظبون على طاعتك وخدمة بيتك عن فراغ القلب وخلاء الخاطر
رَبَّنا يا من ربانا بأنواع اللطف والكرم إِنَّكَ تَعْلَمُ ما نُخْفِي من حوائجنا وَما نُعْلِنُ منها ومالنا علم به إذ أنت اعلم بحوائجنا منا إذ علمك بنا وبعموم مظاهرك ومصنوعاتك حضورى ذاتى ولا علم لنا بذاتنا كذلك بل ما نحن الا عاجزون قاصرون عن ادراك أنفسنا كعجزنا عن ادراك ذاتك يا مولينا لذلك قال اصدق القائلين صلّى الله عليه وسلّم في مقام العجز والقصور من عرف نفسه فقد عرف ربه وَكيف تخفى عليك حوائجنا إذ ما يَخْفى وليس شيء يستر ويغيب عَلَى اللَّهِ المحيط بعموم الأشياء لا مِنْ شَيْءٍ ظاهر ولا باطن لا فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وكيف خفى عليه شيء إذ هو عالم بها مظهر لهما محيط بهما بحيث لا يعزب عنه شيء منهما
وبالجملة الْحَمْدُ الكامل والمنة التامة لِلَّهِ المنعم المفضل الَّذِي وَهَبَ لِي من يخلفني ويحيي اسمى حين أيست إذ قد بلغ سنى عَلَى غاية الْكِبَرِ والهرم يعنى إِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ روى انه قد ولد له إسماعيل لتسع وتسعين سنة واسحق لمائة وثنتى عشرة سنة وبالجملة إِنَّ رَبِّي الذي رباني بأنواع الكرم وشرفني بخلعة الخلة وكمال الحلم والكرم لَسَمِيعُ الدُّعاءِ الذي قد صدر عن لسان استعدادي وقابليتي باذنه واقداره سبحانه ومجيبه وهو طلب من يخلفني ويقوم مقامي
رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ ومديم الميل والتوجه نحوك على وجه الخضوع والخشوع وكمال التبتل والإخلاص وَاجعل مِنْ ذُرِّيَّتِي ايضا من يقيمها ويديمها على الوجه المذكور رَبَّنا استجب منى وَتَقَبَّلْ دُعاءِ في حقي وفي حق أولادي واحفادى
رَبَّنَا اغْفِرْ لِي بفضلك إذ لا املك لنفسي نفعا ولا ضرا وَلِوالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ جميعا واعف حسب جودك عن زلتى وزلاتهم يَوْمَ يَقُومُ الْحِسابُ وينشر الكتاب ويحاسب على كل نفس ما كسبت من الخير والإحسان والشر والعصيان
وَبالجملة لا تَحْسَبَنَّ يا أكمل الرسل اللَّهَ المطلع على سرائر الأمور وخفياتها غافِلًا ناسيا ذاهلا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ الخارجون عن حدود الله بإمهالهم زمانا بل إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ ويسوف عذابهم لِيَوْمٍ تَشْخَصُ وتتحير فِيهِ الْأَبْصارُ وصاروا من شدة الهول والمهابة بحيث لا يقدرون على ان يطرفوا عيونهم بل تبقى ابدا مفتوحة حائرة كعيون الموتى كأنهم قد انقطعت أرواحهم عن اجسادهم من شدة الهول والهيبة وهم مع هذه الحيرة والدهشة
مُهْطِعِينَ مسرعين نحو المحشر حيارى سكارى مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ اى رافعيها نحو السماء مترقبين لنزول البلاء مدهوشين هائمين حائرين بحيث لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ لشدة ولههم وهيمانهم وَفي تلك الحالة
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 407